الاتجاهات الحديثة في التخطيط للتدريس
مجال : التخطيط للتدريس.
لقد أصبح التعلم في وقتنا الحالي ضرورة من ضرورات الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها، و كما نعلم تقع مسؤولية التعليم على عاتق المعلم الذي يقوم بشرح المواد لطلابه ، قد يعتقد الكثيرين بأن النشاط التعليمي هو نشاط سهل و ما هو إلا عملية إلقاء و تلقي بين المعلم و طلابه ، و لكن هذا الاعتقاد خاطئ ، فعلى المعلم تحبيب طلابه بالمادة وتبسيطها لهم لأكبر قدر ممكن حتى يقوموا باستيعابها ، و من أهم مقومات التدريس الصحيح هو مهارة التخطيط ، أي التخطيط لما سوف يعطى للطلاب أثناء الوقت المخصص لتدريس المادة، وفي ما يلي شرح ونتناول النقاط التالية بشيء من التفصيل :
· مفهوم التخطيط
· أنواع خطط التدريس
· أهمية التخطيط للمعلم والمتعلم
· مكونات خطة التدريس
· متطلبات عملية تخطيط التدريس
· محاور التخطيط للتدريس الفعال
· مفاهيم رئيسية في التخطيط للتدريس
· نموذج مكارثي للتخطيط للتدريس
1 - مفهوم التخطيط
مفهوم التخطيط للتدريس :
التخطيط بصفة عامة أسلوب علمي تتخذ بمقتضاه التدابير العملية لتحقيق أهداف معينة مستقبلية والتخطيط يعد من أهم العمليات في عملية التدريس ، والذى يقوم به المدرس قبل مواجهة تلاميذه في الفصل ، حيث يقوم بصياغة مخطط عمل لتنفيذ التدريس ، سواء أكان طوال السنة أو لنصف السنة أم لشهر أو ليوم ، وترجع أهمية التخطيط للدرس على أن هذا التخطيط المسبق للدرس أو المقرر الدراسي ، ينعكس بصورة مباشرة أو غير مباشرة على سلوك المدرس في الفصل أو أمام تلاميذه فشتان ما بين أستاذ يدخل الفصل دون أدنى تخطيط أو تحضير للدرس ، وأستاذ أعد وحضر الدرس ، فنجد الأول يتخبط بين الافكار ، وبالتالي يشوش على فكر مستقبليه ، وهم التلاميذ ، أما الثاني فنجد أنه يلقى درسه بكل سلاسة ، ويربط بين الأفكار نتيجة التخطيط المسبق الذي قام به ، ومن ثم تجد طالبه مدركين لما يقول في الغالب.
أنواع خطط التدريس
بعيد المدى : الخطة الفصلية أو السنوية ) هو التخطيط الذي يقتصر على فصل دراسي امرا واحد .
قصير المدى : ( الخطة اليومية أو الأسبوعية ) هو التخطيط الذي يتم لدرس واحد أو مجموعة صغيرة من الدروس ويفضل القيام بتخطيط عام لكل أسبوع في الأسبوع السابق له مباشرة والتخطيط للتدريس بكل النوعين مهم وضروري ولا غنى عنه ولابد أن يشتمل على مجموعة من العناصر الرئيسية.
اهمية التخطيط للدرس
التخطيط يعود على المعلم والمتعلم بمكاسب كبيرة ويمكن إبراز أهمها على النحو التالي: فوائد التخطيط للتدريس للمعلم
1. يستبعد سمات الارتجالية والعشوائية التي تحيط بمهام المعلم ، ويحول عمل المعلم إلى نسق من الخطوات المنظمة المترابطة المصممة لتحقيق أهداف جزئية ضمن إطار أشمل الهداف التعليم
2. - يجنب المعلم الكثير من المواقف الطارئة المحرجة ، التي ترجع إلى الدخول في التدريس اليومي دون وضع تصور واضح له
3. يؤدى إلى نمو خبرات المعلم العملية والمهنية بصفة دورية ومستمرة ، وذلك لمروره بخبرات متنوعة في أثناء القيام بتخطيط الدروس
4. يؤدى على وضوح الرؤية أمام المعلم ، إذ يساعد على تحديد دقيق لخبرات المتعلمين السابقة وأهداف التعليم الحالية .
5. يساعد المعلم على اكتشاف عيوب المنهج المدرسي ، سواء ما يتعلق بالأهداف أو المحتوى ، أو طرق التدريس ، أو أساليب التقويم ، ومن ثم يمكنه عن طريق تقديم المقترحات الخاصة بذلك للسلطات المعنية
6. يتيح التحضير والإعداد للمعلم فرصة الاستزادة من المادة والتثبت منها ، وتحرى وجوه الصواب فيها عن طريق رجوعه إلى المصادر المختلفة لتوضيح النقاط الغامضة في الدرس
7. يعطى المعلم فرصة تحقيق بعض المعلومات ، سواء منها ما ورد في الدرس أو اكتسبه المعلم من السماع دون دراسة أو بحث .
8. يساعد المعلم على التمكن من المادة ، وتحديد مقدار المادة الذي يناسب الزمن المخصص.
9. التخطيط والتحضير يساعدان المعلم على تنظيم أفكاره وترتيب مادته وإجادة تنظيمها بأسلوب طبيعي ملائم
10. يكشف التخطيط والتحضير للمعلم عما يحتاج إليه من وسائل تعليمية تثير تشوق التلاميذ إليها ، وتوضح الدرس وتحمل على المشاركة الإيجابية فيه .
11. يعد التحضير سجلا لنشاط التعليم ، سواء كان ذلك من جانب المعلم أم التلميذ ، وهذا السجل يفيد المعلم ، إذ يمكنه من الرجوع إليه إذا نسى في أثناء سير الدرس ، كما يمكن أن يذكره شيئا فيما بعد بالنقاط التي تمت تغطيتها أو دراستها في الموضوع.
12. يعد التحضير وسيلة يستعين بها الموجه الفني ، أو مشرف المادة او التربية العملية في متابعة الدرس وتقويمه.
13. ييسر التحضير على المعلم عـ عملية المراجعة والتعديل والتنقيح إذا وجد ضرورة لذلك.
فوائد التخطيط للتدريس للمتعلم
تتمثل أهمية التخطيط بالنسبة للمتعلم في النقاط التالية:
· يساعد المتعلم في تنظيم وقته في الدراسة وتوزيعه بحسب الأهمية المعطاة للأهداف والمحتوى كما يبين ذلك تخطيط المعلم.
· يجعل المتعلم أكثر قدرة على الاستيعاب وذلك لأن المادة تكون منظمة له.
· يزيد من دافعية الطالب للتعلم.
· يكتسب المتعلم اتجاهات إيجابية نحو المعلم ، وذلك لأن المعلم المنظم يترك انطباعاً حسناً عن نفسه لدى طلابه.
ه - يتأثر المتعلم بالجوانب الإيجابية للمنهج الخفي عند معلمه ، فيكتسب عادات سليمة تساعده في حياته مثل التنظيم وتقدير أهمية الوقت واستغلاله بشكل أمثل.
مكونات خطة التدريس
أولاً : المكونات الروتينية وتشتمل على ما يلي :
(1) عنوان الموضوع أو الدرس الذي سيتم تدريسه في المحاضرة القادمة.
(۲) يوم وتاريخ بدء ونهاية التنفيذ .
(۳) المواعيد التي يتم فيها التنفيذ من وقت اليوم الدراسي .
(٤) الصف الذي يتم فيها التنفيذ .
(٥) تحديد الزمن الكلي لتنفيذ الخطة وذلك بعدد من الحصص ويتم توزيع هذا الزمن على المكونات المختلفة للخطة.
ثانياً : المكونات الفنية وتشتمل على :
(1) أهداف التعلم : وهي عبارات يحتوى كل منها على فعل سلوكي إجرائي يصف أداء الطالب المتوقع .
(۲) إجراءات التدريس : وهي كل ما من شأنه العمل على تحقيق أهداف تعلم ، وكذلك استراتيجية التدريس المناسبة للطلاب.
(۳) المواد والأجهزة التعليمية المحققة لأهداف الخطة .
(٤) تقويم التعليم : أسئلة أو غيرها تحقق أهداف الخطة .
(٥) الواجبات المنزلية .
(٦) زمن التدريس.
متطلبات عملية تخطيط التدريس
تتطلب عملية تخطيط التدريس إتقان المعلم المهارات التالية :
أولاً : تحديد خبرات الطلاب السابقة ومستوى نموهم العقلي و درجة استيعابهم.
ثانياً :- تحديد المواد التعليمية والوسائل المتاحة للتدريس وذلك بمعرفة المواد والأجهزة التعليمية المتوافرة في المدرسة و تعيين الوسيلة المستخدمة في الموضوع.
ثالثاً :- تحليل مادة التدريس لتحديد محتوى التعلم ، والمقصود بالمحتوى : هو المادة المعرفية أو المهارية أو الوجدانية المتضمنة بالدرس والمراد بتحليل المحتوى حصر المهارات الأساسية وكتابته منفصلة دون سواها . ما تتضمنه المادة من مهارات : مهارات أساسية ينبغي للطالب تعلمها ومهارات غير أساسية وتنقسم إلى قسمين : - مهارات سبق للطالب معرفتها كتبت بهدف التمهيد أو الربط لما هو موجود حالياً. - ومهارات لم يسبق للطالب معرفتها كتبت بهدف الشرح والتوضيح للتمهيد للمراحل القادمة.
رابعاً :- صياغة أهداف التعلم حيث تختلف أهداف التعلم باختلاف نوعية الطلاب ومستواهم العقلي و المواد والوسائل المتاحة للتدريس .
خامساً :- تصميم استراتيجية لتحقيق أهداف التعلم وهي كتابة ما ستفعله والأسئلة التي ستوجهها للطلاب والمادة أو الوسيلة التي ستستخدمها ودورها وما سيقوم به الطلاب خلال تفاعلهم مع إجراءات الدرس المعطى.
سادسا :- اختيار وتصميم أساليب تقويم نتائج التعلم وتكمن هذه المهارة بدقتها ووضوح ارتباطها بالأهداف وتعددها بتعدد الأهداف.
محاور التخطيط للتدريس الفعال:
التخطيط : عملية توضح النشاطات العقلية المكتوبة التي تستهدف التفكير في كيفية ترجمة وتحويل الأهداف المنشودة إلى نتائج فعلية ويشمل التخطيط للتدريس سبعة محاور هي
المبادئ السبعة في التدريس الفعال:
- تحديد الأهداف التعليمية للمقرر.
اختيار وتحديد الطرائق والأساليب والوسائل والأنشطة والخبرات لتنفيذ المهمات التعليمية.
اختيار وتحديد الأدوات والأجهزة اللازمة للتنفيذ.
- تحديد الزمن من حيث مدته وتوقيته إضافة إلى تحديد مكان التنفيذ.
- تحديد واختيار أدوات التقويم التشخيصية والتكوينية والختامية التي تظهر مدى التقدم والنجاح.
تحديد الأدوات التغذية الراجعة استبانات) تقارير مقابلات، تحليل إحصائي .
- تحديد الخصائص النمائية للطلاب ومستوياتهم وتوجهاتهم بشكل عام لاختيار طريقة تعليمهم وأساليب تقويمهم.
مفاهيم رئيسية في التخطيط للتدريس
في إطار التخطيط للتدريس تتوارد مفاهيم متعددة في أدبيات التربية من المهم الوقوف على دلالة كل منها ، ومن أهم تلك المفاهيم ما يلي:
المحتـوی
وهو قدر من المعارف والمهارات، والقيم، والاتجاهات التي يقع الاختيار عليها، والتي يتم تنظيمها على نحو معين، و يمكنها تحقيق الأغراض التربوية.
تحليل محتوى الــدرس
عملية يقوم بها المعلم للوصول إلى مفردات الموضوع الدراسي، أو إحصاء المعلومات الأساسية فيه، أي تجزئة المحتوى إلى مكوناته، وتسبق كتابة خطة الدرس، وتستهدف وصف المحتوى وصفا موضوعيا مما يؤدي إلى تحديد العناصر الأساسية للتعلم ، ومحتوى التعلم يحتوي على ثلاثة جوانب رئيسية كل منها يحتوي على أقسام فرعية، وهي:
· جانب معرفي، ويشمل الحقائق - المفاهيم - القوانين النظريات
· جانب مهاري، ويشمل: (مهارات عقلية - مهارات أدائية.
· جانب وجداني، ويشمل القيم الاتجاهات)
أهداف تحليل المحتوى
- اشتقاق الأهداف التدريسية بناء الخطة الفصلية لتدريس الكتاب المقرر.
- اكتشاف العلاقات التتابعية بين مكونات المحتوى وعناصره، والعلاقات التكاملية بين مكونات المحتوى و مكونات المحتوى مع بعضها ومكوناته مع مكونات محتوى المواد الدراسية الأخرى.
- اختيار استراتيجيات التعليم المناسبة.
- اختيار الوسائل والتقنيات التعليمية المناسبة.
- تحديد أساليب التقويم المناسبة.
- الكشف عن مواطن القوة في الكتاب المدرسي لتعزيزها ومواطن الضعف لعلاجها.
- تصنيف عناصر المحتوى لتسهيل عملية تخطيط وتنفيذ الدرس
نموذج مكارثي لتخطيط التدريس
وهو نموذج تعليمي تتابعي يعتمد على مكونين نظريين نموذج كولب في أساليب التعلم ومفهوم جانبي الدماغ ويلبي الاحتياجات المتنوعة للطلاب في التعلم ، كل خطوة من خطوات النظام تؤكد أحد أنماط التعلم، وأحد البديلين من التفصيل الدماغي في معالجة المعلومات.
ويركز نموذج مكارثى وفق خطواته الأربع على تحسين عمليات التعليم والتعلم وذلك بمراعاة أنماط المتعلمين والفروق الفردية بينهم وخصائص جانبي الدماغ لديهم الجانب الأيمن والجانب الأيسر في عملية التعليم والتعلم.
ويعتمد نموذج مكارثي على نتائج ابحاث الدماغ ونموذج ديفيد كولب ونظرية جون ديوى وكارل يونغ، قد أوجد نموذجا تربوياً يفترض الآتي:
1. يتعلم المتعلمين بطرق مختلفة يمكن التعرف عليها.
2. مشاركة مجموعات متنوعة من أنشطة التعلم تؤدى إلى مستويات أعلى من الدافعية والأداء.
ويمكن عرض مراحل وأسئلة نموذج مكارثى حسب الشكل التالي:
لماذا أتعلم؟
أبرز السبب الذي تقنع به المتعلم بأن الموضوع يستحق التعلم وأنه مفيد له في الحياة . التحفيز فعال في هذا المربع
ماذا أتعلم؟
قدم المحتوى المعرفي شاملاً المفاهيم ، والمبادئ ، والأفكار بطريقة تفاعلية كذلك.
ماذا لو تعلمت؟ ماذا لو طبقت؟
بعد عرض الدرس أفسح المجال للمتعلمين للتعبير عن آرائهم وكيف يمكن تطبيق موضوع الدرس في الواقع وماذا يمكن أن يضيفوا ويطورا عليه.
كيف أتعلم؟
قدم طريقة التنفيذ والعمل بشكل إجرائي تطبيقي